العقم عند الرجال وأهم الأسباب المؤدية إلى العقم

يشكل العقم عند الرجال مشكلة صعبة ومحرجة تواجه بعض الأزواج، ويصاب الكثيرون بالحيرة والتوتر عند مواجهة هذه المشكلة. فما هي أسباب العقم عند الرجال؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟ سوف يقوم دكتور عمر الأمير في هذه المقاله باستعراض كل هذه الأمور ، حتى يتسنى للأزواج المتخوفين من هذه المشكلة التعرف على أسبابها وطرق التصدي لها.

تعريف العقم عند الرجال

يعد العقم مرضًا يصيب الرجال ويتم تعريفه على أنه العجز عن تحقيق الحمل بعد مرور 12 شهرًا أو أكثر على ممارسة الجماع، وذلك بسبب عدة أسباب. ولا يتم حدوث أي أعراض واضحة للعقم في بعض الحالات، إلا أنه قد يأتي مصاحبًا لعدم انتظام الدورات الشهرية أو انقطاعها.

وتنوعت أسباب العقم عند الرجال بين قلة عدد النطاف، ضعف حركتها، التطور الشاذ للنطاف، وانسداد الطرق التناسلية، كما أن بعض المشاكل الصحية تزيد خطر حدوث العقم. ومن بين العلاجات المتاحة لحالات العقم، العلاج الجراحي والتقنيات الحديثة والاستشارة الطبية المتخصصة لحل المشكلة.

الأسباب المؤدية إلى العقم

تحدثت الأقسام السابقة في المدونة عن مفهوم العقم عند الرجال، واستعرضت العوامل المؤدية لحدوثه. تعتبر أسباب العقم المتعلقة بالرجال كثيرة ومتنوعة، من أبرزها الدوالي الخصية، التي تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، واضطراب عمل الغدد الصماء وانخفاض هرمون التستوستيرون.

كما يمكن أن يحدث العقم بسبب التدخين والتعرض للمواد السامة والمبيدات الحشرية. وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإصابة بالأمراض الخبيثة والمزمنة لها دور في حدوث العقم. لذلك، يجب الالتفات إلى هذه الأسباب والتعرف عليها، لتفادي المشاكل المرتبطة بالعقم عند الرجال.

الوظائف الهرمونية وعلاقتها بالعقم

تلعب الوظائف الهرمونية دوراً كبيراً في الجهاز التناسلي الذكري، وقد تؤثر على خلايا الخصية وتؤدي إلى العقم.

يحدث هذا عندما يكون هناك نقص في الإنتاج الهرموني أو اضطراب في الخلايا المنتجة للهرمونات المسؤولة عن نمو الخلايا الجديدة في الخصية.

كما أن ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون بشكل غير طبيعي يمكن أن يؤثر على نمو الحيوانات المنوية وبالتالي يمكن أن يسبب العقم. ينصح الأطباء بإجراء فحص دم لتحديد مستوى الهرمون المحفِّز للتبويض في اليوم الثالث إلى اليوم الخامس من الدورة، حتى يتمكنوا من تحديد هل هناك أي اضطرابات هرمونية قد تؤدي إلى العقم.

دوالي الخصية وعلاقتها بالعقم

تعتبر دوالي الخصية من أكثر الأسباب شيوعًا للعقم عند الرجال. حيث يعاني الرجال المصابون بدوالي الخصية من انتفاخ الأوردة داخل الثنية وردية اللون والتي تحمل الدم من الخصية. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الخصية وتؤثر بدورها على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها، مما يؤدي إلى انخفاض عددها وتقليل فرص الإنجاب.

وللتغلب على هذه المشكلة يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي أو بعض التقنيات الحديثة لاستعادة الإنتاج الطبيعي للحيوانات المنوية، ويجب على الأشخاص المعرضين لخطر دوالي الخصية تجنب الأشياء المؤدية إلى زيادة درجة حرارة الخصية كالساونا والحزام الضيق والملابس الضيقة.

تقليل عدد النطاف وعلاقته بالعقم

يعتبر تقليل عدد النطاف من الأسباب الرئيسية للعقم عند الرجال، حيث تؤثر هذه الحالة على قدرة الرجل على الإنجاب.

وترجع بعض الأسباب المؤدية إلى تقليل عدد النطاف إلى مشكلات صحية كالإصابة بالأمراض أو نقص فيتامينات معينة والتعرض للإشعاعات الكثيرة، بالإضافة إلى بعض العادات الغذائية الغير صحية، وكذلك ارتفاع درجة حرارة الخصية بشكل مفرط. إذا كان الرجل يعاني من تقليل عدد النطاف ويرغب في الإنجاب، يمكنه استشارة الطبيب لتلقي العلاج اللازم لهذه الحالة وزيادة عدد النطاف في السائل المنوي.

اضطرابات عمل الغدد الصماء وعلاقتها بالعقم

تعاني بعض الرجال من اضطرابات في جهاز الغدد الصماء، والتي تؤدي إلى اختلال في إفراز الهرمونات التناسلية وتسبب العقم. ويشمل جهاز الغدد الصماء منطقة ما تحت المهاد والغدة، ويمكن أن تتسبب مسببات اضطراب الغدد الصماء في عدم الإنجاب عند الرجال.

يؤدي ارتفاع حرارة الخصيتين أو الإصابة بحمى لفترات طويلة وتداخل مع بعض المواد الكيميائية مثل بيسيفينول أ إلى تتضرر الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى العقم. ينصح بزيارة الطبيب المتخصص في الغدد الصماء مع الاستشارة الطبية المتخصصة في العقم لتحديد أسباب وعلاج هذه الحالة.

علاج العقم بالأدوية

يعتمد علاج العقم عند الرجال على سبب العقم وشدته. قد ينصح الطبيب بتحفيز الإباضة باستخدام أدوية الخصوبة في حالة اضطرابات الإباضة. وفي بعض الحالات، قد يتم استخدام الأدوية المضادة لهرمون الذكورة لعلاج دوالي الخصية، ولكن يجب الحذر من استخدامها بشكل مفرط لأنها يمكن أن تضر بالإنجاب.

يمكن استخدام بعض الأدوية الأخرى، مثل أدوية علاج البروستاتا أو الأورام، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولها. يعد التدخل الجراحي لعلاج العقم الشديد من الخيارات المحتملة.

وتشمل التقنيات الحديثة لعلاج العقم عند الرجال استخدام المنويات المستخدمة للتلقيح الصناعي أو الحقن المجهري لتقليل نقص النطاف. يجب الاتصال بأخصائي عقم مختص لتحديد العلاج الأنسب والخطة العلاجية المناسبة.

العلاج الجراحي للعقم

يعد العلاج الجراحي واحدًا من أشهر وأفضل العلاجات للعقم عند الرجال. يتميز هذا العلاج بأنه مجهري، حيث يتم استخدام مجهر صغير للعثور على الأنابيب الدقيقة التي تحتوي على الحيوانات المنوية في الخصية.

من ثم يتم خزن الحيوانات المنوية في طريقة خاصة للحفاظ عليها. تقوم عملية التحويل الجنسي بنقل هذه الحيوانات المنوية المحفوظة إلى المرأة، بحيث يتم تخصيب البويضة والحمل يحدث بشكل طبيعي. يعد هذا العلاج آمن وفعال بشكل كبير، وهو أحد الخيارات المفضلة لدى الأطباء لعلاج العقم عند الرجال.

التقنيات الحديثة لعلاج العقم

تعتبر التقنيات الحديثة في علاج العقم عند الرجال من الحلول الجيدة والناجحة في مساعدتهم على الإنجاب. وتشمل هذه التقنيات الحُقن المجهري وزرع الحيوانات المنوية والحصول عليها من متبرعين. في التقنية الحديثة للحقن المجهري يتم حقن الحيوان المنوي مباشرة في البويضة في مختبرات الإخصاب.

وقد ساعد هذا النهج العديد من حالات العقم التي كان يُعتقد في السابق أنها لا يمكن علاجها بالطرق التقليدية. وتؤكد التقنيات المتاحة لمعالجة العقم على أهمية اختيار مركز علاجي متخصص لعلاج العقم و مساعدة على الإنجاب، حيث يمكنهم استخدام التقنيات الأحدث والأدوات الأكثر تحديثا والتي يمكن أن تكون أكثر نجاحا في العلاج.

الاستشارة الطبية المتخصصة في العقم عند الرجال.

عندما يتعرض الرجل لمشاكل الإنجاب، يحتاج إلى الاستشارة الطبية المتخصصة في العقم. ويقوم المتخصصون في هذا المجال بتحديد سبب العقم بدقة من خلال إجراء العديد من الاختبارات مثل تحليل المني والفحص البدني وحتى التاريخ الطبي.

وبعد التشخيص، يوفرون خيارات العلاج المناسبة للحالة الفردية، مثل الأدوية والإجراءات الجراحية والتقنيات الحديثة. ومن خلال المتابعة المستمرة للعلاج، تتمكن الأزواج من الوصول إلى نتائج إيجابية وتحقيق حلم الإنجاب. لذا، ينصح بالاستشارة بمتخصصي العقم عند الرجال في حالة وجود صعوبات في الإنجاب.