هل سبق وتساءلت عن سبب النمو المرعب في حجم سوق تكنولوجيا الرعاية الصحية؟ او المعرفة باسم تقنيات الرعاية الصحية. لا شك أن لكل سبب مسبب منطقي، ووفقًا لإحصائيات تكنولوجيا الرعاية الصحية، يقف وراء رقمنة مجال الرعاية الصحية الكثير من الأسباب وأهمها:
- الطلب المتزايد على حلول الرعاية الصحية الوقائية.
- ظهور العديد من مشاريع ريادة الأعمال والشراكات.
- التمويل المتزايد.
- التطور والتقدم في اتصال شبكة الإنترنت وتطوير بنيتها التحتية.
- زيادة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات للرعاية الصحية.
لذا يقف مقدمو الرعاية الصحية اليوم أمام عظمة التطور التكنولوجي وقفة احترام، وترصد أعينهم كل جديد من المنتجات الرقمية التي يمكن استغلالها في تطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة، وتوسيع نطاق تقديم الخدمات إلى الأماكن التي تفتقر إلى البيئة الصحية الآمنة.
تابع معنا قراءة هذا المقال التثقيفي التعريفي عن تقنيات الرعاية الصحية المتطورة، وكيف يمكن دمج البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة في حلول الرعاية الصحية الجديدة .
إقراء في هذا المقال
ما هي تقنيات الرعاية الصحية؟
تُعتبر تقنيات الرعاية الصحية جزءًا بارزًا في المجال الطبي، وتشمل بالدرجة الأولى الأجهزة الطبية التي تبسّط عملية الوقاية من الأمراض، والتشخيص الطبي، والعلاج حتى من الأمراض المميتة.
ويمكننا القول أنها تُشير إلى أي أدوات أو برامج لتكنولوجيا المعلومات مصممة لتعزيز إنتاجية المستشفى أو المركز الصحي على الصعيد الصحي والإداري، وإعطاء رؤى جديدة في الأدوية والعلاجات، وتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية ككل.
سخّرت التكنولوجيا للناس فرصًا غير مسبوقة لإدارة مشاكلهم الصحية بشكل أفضل، وبمساعدة الأدوات الرقمية الجديدة، مثل تطبيقات الهواتف المحمولة، وأجهزة التتبع الصحية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن لأي شخص أن يفهم أعراضه بشكل أفضل وأن يكون استباقيًا بشأن الرعاية الوقائية والعثور على أفضل خيارات الرعاية الشخصية.
ومن بين أجهزة التكنولوجيا الطبية الأكثر شهرة في العالم:
- أجهزة تنظيم ضربات القلب.
- أجهزة التصوير.
- أجهزة غسيل الكِلى.
- زراعة الغرسات والأعضاء والأطراف الاصطناعية.
بلغ إجمالي حجم سوق التكنولوجيا الطبية العالمي حوالي نصف تريليون دولار أمريكي في المراكز الطبية في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، إلا أن المسارات التقنية تلك تُظهر أن آسيا والصين في المقام الأول وعلى وشك لعب دور أكثر بروزًا في السنوات القادمة.
كم تبلغ عائدات الاستثمار في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية؟
من المتوقع أن يصل إجمالي عائدات التكنولوجيا الطبية على مستوى العالم في عام 2024 إلى ما يقارب 600 مليار دولار أمريكي، إذ تُستخدم التكنولوجيا الطبية للتشخيص، أو المراقبة، أو علاج الأمراض، أو الحالات الطبية.
كيف تغير التكنولوجيا مستقبل الرعاية الصحية؟
لا بد أنك تسائلت عن تأثير تطبيق تقنيات الرعاية الصحية في علاقة المرضى بالأطباء، خاصةً بعد أن أعلنت هذه التقنيات عن ظهور عهد جديد من خدمات الرعاية الصحية، وبالتالي تغيّر بشكل جذري في شكل وكيفية اتخاذ القرارات الطبية البسيطة والجذرية في حياة المرضى.
تبدأ هذه الرحلة بالاستعانة بمجموعة من الأجهزة الطبية القابلة للارتداء، والتطبيب عن بعد، وتشخيص الأمراض في المنازل، والمتاجر الطبية المؤقتة، بحيث بدأ مؤخرًا مقدمو الرعاية الصحية يدركون مدى أهمية تقديم الخدمات الصحية عن بعد.
في عام 2014، جمعت الشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية تمويلات كبيرة قُدّرت بحوالي 2.3 مليار دولار أمريكي، وخلال الفترة الواقعة بين عامي 2011-2014 جمعت الشركات المعنية باستخدام التحليلات التنبؤية تمويلات بقيمة 1.9 مليار دولار أمريكي.
كما ضخّت حوالي 70% من مؤسسات الرعاية الصحية استثمارات في مجال برمجة وإطلاق تطبيقات طبية للهواتف المحمولة وأجهزة قابلة للارتداء من خلال إنفاق ميزانية تقدّر بـ 1.5 تريليون دولار أمريكي.
ما هي أهم التوجهات التي حسنت علاقة المرضى بأطبائهم؟
من أهم التوجهات في مجال الرعاية الصحية هو تقديم الاستشارات الطبية عن بعد، والتي أُطلق عليها اسم “الزيارات المنزلية المميزة”، والتي تعتمد تقديم العلاج للمرضى وهم في منازلهم عن بعد بمجرد توافر جهاز ذكي واتصال ثابت بالإنترنت.
وكان على رأس فوائد اتباع هذا النهج هو تقديم أجود الخدمات الصحية في أيّ مكان وزمان، وعلى الأغلب في مواعيد تناسب كِلا المرضى والأطباء، إلى جانب خفض تكاليف الفحص والتدخل الطبي لدرجة كبيرة تناسب جميع فئات المجتمع.
كيف كانت النتائج التجريبية لتطبيق تقنيات الرعاية الصحية؟
أظهرت البرامج التجريبية لتقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد وغيرها من تطبيقات الهواتف المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء نتائج مميزة، بدليل أن استخدام هذه التقنيات في الولايات المتحدة الأمريكية ساهم بخفض معدلات دخول المشفى لمرضى السكري بنسبة 18%.
تراجعت كذلك نسب دخول المستشفيات للمراجعات الطبية بنسبة 31%، وبالتالي تراجع التكاليف الطبية التي كان يتحمل المرضى عبئها بنسبة تصل إلى 7%.
أيضًا أثبتت الأجهزة القابلة للارتداء فعاليتها في تقليل نسب الوفيات والمراجعات الطبية بسبب اعتماد المرضى على قراءات الأجهزة لتتبع حالتهم المرضية، ومقارنة تلك القراءات لمعرفة ما إذا كان هنالك أيّ تطورات، والاتصال بالطبيب فور ظهور أيّ أعراض أو حالات طارئة غير طبيعية.
وفّرت تكنولوجيا الرعاية الصحية أجهزة تمكّن المرضى من إجراء فحوصات معمقة في منازلهم، مثل فحوصات الجينات الوراثية، وتحليل الدم، وفحوصات المؤشرات الحيوية، والفحوص البيئية، وإجراء محاكاة بيولوجية تنبؤية.
ماذا عن ندوات الاستشارة الطبية الجماعية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يفضّل بعض المرضى أخذ استشارة طبية أو تبادل نتائج قراءات الأجهزة القابلة للارتداء مع أشخاص مختصين عبر الشبكات الاجتماعية في جلسات أسئلة وأجوبة تكون كافية لكثير من المرضى الذين لديهم تساؤلات حول بعض الأمور.
ما هي أكثر الخيارات شيوعًا والتي توجّه المرضى بعيدًا عن المستشفيات؟
منافذ التجزئة هي واحدة من المراكز الصحية المتنقلة في الأماكن النائية والتي تتولى مهمة استقبال المرضى ومراجعة بياناتهم وتحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى مراجعة طبيب أم لا.
كما يوجد عدد كبير من الأطباء الجاهزين للردّ على استفسارات المرضى وتقديم توجيهات الرعاية الصحية عن بعد عبر محادثات الفيديو أو البريد الإلكتروني أو الهواتف المحمولة.
في ختام مقالنا نودّ أن ننوّه أن عدد مقدمي خدمات الرعاية الصحية عن بعد في ازدياد، واستخدام تقنيات الرعاية الصحية الشخصية في المنزل أيضًا في ازدياد أكبر، إلا أن الاستغناء تمامًا عن زيارة عيادات الأطباء أو المستشفيات قد لا يكون حلًا مثاليًا دومًا.
في حين أن الهدف من استخدام هذه الخدمات واضح وهو تسريع تقديم الخدمات بأعلى جودة وأسرع وقت ممكن، فضلًا عن تتبع المريض لحالته الصحية بنفسه بالتعاون مع طبيبه، وأخذ الاستشارة في الوقت اللازم دون ضرورة زيارة عيادة الطبيب في كل وقت.