تأثير الاضطرابات في سلاسل الإمداد على التجارة والتضخم
ما هو تأثير الاضطرابات في سلاسل الإمداد على التجارة والتضخم ومتى ستتحسن ظروف هذه السلاسل؟وما هي أزمة سلاسل الإمداد التي أدت إلى ارتفاع الأسعار عالمياً؟.
لقد كان لوباء كوفيد 19 تبعات كثيرة أهمها التبعات الصحية وأعداد الوفيات الكبيرة الناتجة عن هذا الفيروس، ولكن للأسف لم تنتهي التبعات هنا فقد أدى هذا الوباء إلى خسائر اقتصادية كبيرة فقد تعطلت حركة الشحن عالمياً وخسرت أسهم الشركات مليارات الدولارات من قيمتها، وكذلك تأثرت سلاسل الإمداد العالمية بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات ومنها السلع الغذائية وكذلك تعطل إنتاج العديد من المنتجات نتيجة تأخر شحنات أشباه النواقل التي تدخل في صناعة العديد من الإلكترونيات كالسيارات والهواتف الجوالة والحواسيب وغيرها الكثير، وكما زاد الغزو الروسي لأوكرانيا الطين بلة ورفع أسعار منتجات الطاقة إلى مستويات شاهقة.
red and blue cargo containers photo – Free Port of los angeles Image on Unsplash
إقراء في هذا المقال
أزمة سلاسل الإمداد العالمية
وفي هذا المقال سنتحدث عن أزمة سلاسل الإمداد العالمية وتبعاتها ومن أهمها:
إن أزمة سلاسل الإمداد العالمية تعني اختلال التوازن بين العرض والطلب على أي سلعة كانت، ففي حالة أشباه الموصلات مثلاً لم يستطع العرض تلبية الطلب المتنامي نتيجة تعطل حركة النقل البحري والعوائق اللوجستية، وكذلك فإن ارتفاع أسعار المدخلات أيضاً في أي صنعة كانت يعني تقلص هامش الربح وبالتالي الاضطرار إلى رفع الأسعار، ومن أهم آثار أزمة سلاسل الإمداد:
- تراجع أسعار أسهم بعض الشركات وارتفاع بعضها الآخر مثل أسهم الشركات الخدمية مثل شركة زوم zoom، ويمكنك تداول الأسهم أو العقود مقابل الفروقات عليها مع وسيط معروف مثل ايزي ماركتس easymarkets.com
- إن أزمة سلاسل الإمداد أدت إلى تباطئ في التجارة الدولية: لقد تعطل الشحن العالمي للبضائع بشكل واسع النطاق بسبب وضع الحاويات في غير مكانها وازدحامها بسبب الانتعاش السريع في الاقتصاد العالمي، والتواتر في الطلب على الاستهلاك من الخدمات إلى السلع وما يرتبط بذلك من ارتفاع حجم الواردات، وإغلاق الموانئ بسبب تفشي حالات كوفيد محلياً وبشكل غير متزامن فيما بين الدول، وما يتبع ذلك من تباين في مستويات العرض والطلب بين البلدان المختلفة.
- قام الموردون بتأخير فترات تسليم الطلبات إلى الاقتصادات المتقدمة، ويظهر هذا جلياً في مؤشر مدراء المشتريات ووقت التسليم من قبل الموردين، وهذا المؤشر انخفض عالمياً (أي أصبحت فترة التسليم أطول) وكانت الاقتصادات المتقدمة أكثر تأثراً في هذه الناحية من الاقتصادات النامية أما من ناحية المنتجات فقد كانت منتجات التكنولوجيا والمعدات المتقدمة أكثر تأثراً من غيرها من المنتجات.
- إن الاضطرابات التي حصلت في سلاسل الإمداد العالمية قد أدت إلى تراجع الإنتاج الصناعي كما أدت إلى ارتفاع في معدلات التضخم عالمياً، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن حجم التجارة العالمية قد تراجع بنسبة 2.7 بالمئة وحجم الإنتاج الصناعي قد تراجع بنسبة 1.4 بالمئة، وذلك باستثناء تأثير العوامل الأخرى، ومن المحتمل أن التحول في عادات التبضع وشراء المنتجات المحلية كان قد خفف من تأثير تراجع التجارة العالمية على حجم الإنتاج الصناعي، وهذا يبين أيضاً تأثير العوامل اللوجستية على التجارة العالمية، أما من ناحية التضخم فتظهر الدراسة أن للأزمات في سلاسل الإمداد تأثير واضح على الأسعار وهذا التأثير يزداد مع الزمن وهذا يظهر جلياً في مؤشر أسعار المنتجين بالمقارنة مع مؤشر أسعار المستهلكين.
- من المتوقع أن تتحسن ظروف سلاسل الإمداد العالمية حتى نهاية العام الجاري لكن لا زال هناك درجة من اللايقين حول مجريات الأمور حيث إنه من المتوقع أن تتحسن بعض القطاعات قبل غيرها.
مخلص أزمة سلاسل الإمداد العالمية
إن لأزمة سلاسل الإمداد العالمية انعكاسات لا يستهان بها على الاقتصاد العالمي وعلى حياة الناس بشكل خاص، وعادة ما تعاني الفئات محدودة الدخل من هذه التبعات بشكل أكبر نتيجة ضعف قدرتها على تحويل هذه الآثار إلى فئات أخرى، وفعلياً فإن أي ارتفاع في الأسعار يحمل أثره الزبون النهائي وما لم تتصرف الجهات المختلفة لحل هذه الأزمات وتخفيف حدة التضخم فإن هذه التبعات ستدوم لفترة أطول.